الحركة الأمازيغية بالمغرب


الحركة الأمازيغية بالمغرب : نضال مستمر حتى تجف
حنفيات القومية العروبية

محمد عتوتي 

دخلت القضية الأمازيغية بكل قوة في المشهد السياسي والإعلامي بالمغرب، بفعل الدينامية التي أبانت عنها الحركة الأمازيغية من خلال حركة احتفالات غير مسبوقة بالسنة الأمازيغية الجديدة 2957 ، وانخراط الجمعيات في أشكال احتجاجية مهمة أبرزها الوقفة التي نظمتها لجنة ميثاق الريف بمدينة الحسيمة في 14 يناير2007 ، كما أن منع المؤتمر الاستثنائي للحزب الديموقراطي الأمازيغي بمراكش من طرف المافيا المخزنية المغربية فضح كل الشعارات التي سوق لها النظام وأحزابه وإعلامه من قبيل الانتقال الديموقراطي ، العهد الجديد ، دولة الحق والقانون ... وكرس بالمقابل لسياسة اضطهاد الشعب الأمازيغي في أرضه ...

أمام هذا الزخم النضالي الأمازيغي القوي تحركت القوى العروبية الصدامية المغربية كعادتها في محاولة يائسة لاحتواء المد الأمازيغي من خلال الاستنجاد بترسانة من الأقلام المأجورة والمشبوهة.

وقد كانت بداية الحرب على الأمازيغية من قلم عرف بعدائه التاريخي والأبدي للأمازيغية بمقال في جريدته الصفراء عنوانه : الفينيقيون الجدد ، أما مضمون المقال فقد كان كعادته عبارة عن سب وقذف في حق المناضلين الشرفاء واتهمهم هذا القلم المأجور بالعمالة لجهات أجنبية.

أما على مستوى موقع الحوار المتمدن فان السيد محمد الحنفي قد تكلف بمهمة مهاجمة الأمازيغية لغة، ثقافة، وحضارة ..

كما تهجم كذلك على تنظيمات الحركة الأمازيغية ومناضليها بشكل ينم عن حقد دفين تجاه كل ما يتعلق بالأمازيغية .

وكما تعودنا فان السيد حنفي ولتبرير عقده النفسية تجاه الأمازيغية فإنه استنجد وتستر وراء مفاهيم من قبيل : العلمية ، الطبقية ، الأصولية ، الرجعية ، التقدمية ... ليقدم نفسه باعتباره مالكا لتيمة التحليل العلمي في خطابه.

إذا حاولنا تفكيك خطاب السيد الحنفي فسنجد أنه يحمل بين ثناياه بالواضح والمرموز تيمات الإقصاء والنفي في حق شعب وحضارة.

لقد جعلته ’’علميته ’’ و’’ منطقه العلمي الصارم ’’ يتجرأ ويقول بأنه لا وجود لشيء اسمه اللغة الأمازيغية ، وهذا تحد صارخ لكل الأبحاث القيمة المنجزة في هذا الخصوص في شمال إفريقيا وخارجها لسنوات عديدة . وهنا أتساءل : هل يستطيع الحنفي أن يثبت لنا بالدليل والبرهان العلمي أن الأمازيغية ليست لغة ؟ بل ما الفرق بين اللغة واللهجة في ميدان العلوم اللسنية .

ويستمر الحنفي في الكشف عن وجهه الحقيقي بحيث لم يتمكن من السيطرة على مشاعره البعثية وأفكاره الصدامية حيث اعتبر أن تجنب خراب ودمار المجتمع المغربي رهين بتجنب دسترة الأمازيغية ،والأكثر من ذلك حث المغاربة جميعا شعبا وأحزابا ومنظمات جماهيرية أن يدينوا الدعوة إلى دسترة الطائفية .

إن الذي يجب أن يدان بالمغرب هو مسلسل التعريب الذي يشمل الإنسان والمحيط ، وكل شيء ولم يسلم منه حتى الحيوان بحيث صار الحصان في المغرب حصانا عربيا بقوة آلية التعريب التي تشتغل بالمغرب منذ 14 قرنا . وهنا أتساءل إذا كنا عربا (نحن الأمازيغ) فما الحاجة إذن إلى التعريب ،وإن لم نكن عربا فلسنا في حاجة إلى التعريب كذلك ؟

إن الذي يجب أن يدان هو مسلسل الحگرة والتهميش والتفقير الذي تنهجه الدولة المخزنية في حق إيمازيغن منذ معاهدة الخزي والعار (إيكس ليبان) في سنة 1955 والذي منحت المغرب استقلالا شكليا.

إن الذي يجب أن يدان هو الفكر العروبي العنصري الذي استوردته الأقلام المأجورة من أمثال محمد الحنفي وآخرين، هذا الفكر الذي يتماهى بفلسطين والعراق باعتبارهما قضاياه الوطنية، وينسى بل ويتناسى قضاياه الوطنية الحقيقية للشعب المغربي، فلا أحد يعرف عدد ضحايا التهجير الممنهج ،وضحايا قوارب الموت ، ولا أحد يتحرك لمساندة ضحايا سياسة نزع الأراضي وتفويتها للمافيا المخزنية ...

إن الذي يجب أن يدان هو عروكسية محمد الحنفي المتعسفة في حق مبادئ الماركسية والفلسفة المادية والتحليل العلمي بشكل عام بحيث يستغلها في سبيل تدعيم موقفه ضد حق اللغة والثقافة والإنسان الأمازيغي في الوجود .

إن الذي يجب أن يدان هو التصرف العنصري الذي أقدم عبد الرحمن بن عمر رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان سابقا ورفيق محمد الحنفي في حزب الطليعة العروبي بالمغرب أمام ممثلي منظمات حقوق الإنسان الدولية والوطنية بمناسبة انعقاد أحد المؤتمرات للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان بالرباط عندما رفض باسم الحقوقيين المغاربة توصية ً تطالب برفع الحيف اللغوي والثقافي على إيمازيغن بالمغرب ، التوصية التي صوت لفائدتها كل مندوبي وممثلي المنظمات المنضوية تحت لواء الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان باستثناء ممثل المغرب الذي عارضها بشدة.

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :